لما كانت المصداقية من أهم أركان العمل الإعلامي والصحفي، بذلت العديد من المؤسسات ذات الشأن الغالي والنفيس في سبيل تحري الحقيقة والتدقيق في محتوى الأخبار والمعلومات، لما تمثله المعلومة الحق من اهتمام ومتابعة لدى القراء والمتابعين، وتمثل النهج القويم للمؤسسة بجميع أقسامها بعيدا عن التحزب لصالح فئة ما أو كيان معين.
وفي مقابل ذلك، سعت بعض القنوات والوكالات والمؤسسات الإعلامية والصحفية لانتهاج أسلوب التضليل الإعلامي واعتماده أساساً في عملها، ضاربة بعرض الحائط مبادئ وأخلاقيات العمل، يدفعها إلى ذلك الرغبة بالحصول على المال من جهة واتباع كيانات معينة تتحكم بكل كلمة تصدرها إلى الجمهور.
وما قناة “العربية” المتبدلة والمتلونة بحسب سياسة السلطة وتوجهها، إلا مثال حيّ عن الإنتاج المتواصل للتضليل الإعلامي في أغلب برامجها وأقسامها، سيّما المتعلقة بسوريا وتأليف أخبار مكذوبة عن المناطق المحررة بالاعتماد على تقارير لا يوجد فيها أدنى أساس من المصداقية والمعايير الصحفية، مستجلبة أسماء وهمية لشهود ناسجة على كلامهم المزعوم ما يدعو للسخرية من الأسلوب الرخيص المتبع في بناء التقارير المبنية على الأوامر الصادرة من الكيانات، التي بات همها خلال الأشهر الماضية التقرب من الأسد ونظامه المجرم حتى إذا كان الثمن الكذب والتدليس.
وانطلاقاً من الأخلاقيات الناظمة لعملها، تدين شبكة الإعلاميين السوريين، التقارير الصادرة من قناة العربية الرامية لتشويه صورة المناطق المحررة، وتستنكر الشبكة بأشد العبارات ما جاء من محتوى في تقريرها الأخير الذي نترفع عن ذكر مفرداته.
وتدعو شبكة الإعلاميين السوريين، العاملين في قناة العربية أن يتبعوا الدقة والمصداقية في تداول الأخبار والابتعاد عن التلون بلون السلطة على حساب حريات الشعوب وحقوقها، الموضحة في شرعة حقوق الإنسان وألا تكون قناة العربية بوق سياسي ينفخ به قادة السلطة على حسب مصالحهم.
وتستهجن شبكة الإعلاميين السوريين اعتماد قناة العربية في تقريرها على صحفي يعيش بعيداً عن الحيز الجغرافي للتقرير، كل ما يملكه من أدلة هي أسماء وهمية ومفبركة، لم يتم التدقيق بها أو تحري المصداقية عن شهادتها من قبل القناة، التي كانت في فترة من الفترات صوت الشعوب العربية الساعية للحصول على حقوقها المشروعة في الحياة والكرامة والمساواة.